9 مارس 2025
غزة – العلاقات العامة: بحثت الغرف التجارية في قطاع غزة تداعيات الحرب على الاقتصاد والعمالة وذلك خلال اجتماعها مع البعثة السنوية لمنظمة العمل الدولية يوم أمس، بحضور رؤساء وأعضاء مجالس الغرف التجارية بقطاع غزة وممثلين عن أصحاب العمل في القطاعات الاقتصادية المختلفه، وعبر منصة زووم وفد البعثة من الأردن برئاسة السيد فرانك هجمان، مدير القطاعات في منظمة العمل الدولية في الأراضي العربية.
جاء الاجتماع في إطار تقييم شامل لأوضاع العمال في الأراضي الفلسطينية، حيث سيتم عرض نتائجه خلال مؤتمر العمل الدولي المزمع عقده في حزيران 2025. وناقش المجتمعون تداعيات الحرب الأخيرة التي استمرت لأكثر من 15 شهراً، والتي تسببت في شللٍ تام للاقتصاد، وارتفاع معدلات البطالة بسبب توقف الأنشطة الصناعية والتجارية والزراعية، وتدمير البنية التحتية الاقتصادية.
في كلمته، رحب المهندس عائد أبو رمضان، رئيس غرفة تجارة وصناعة وزراعة محافظة غزة، بالحضور، مؤكداً أن الاجتماع يأتي في وقت تشهد فيه غزة انهياراً اقتصادياً غير مسبوق بسبب الحرب التي دمرت المصانع والمتاجر والمزارع، وأوقفت عجلة الإنتاج بالكامل. مشدداً على ضرورة تضافر الجهود لإنهاء الحرب، وإعادة فتح المعابر، وحرية تنقل الأفراد والبضائع، بالإضافة إلى السماح بإدخال مدخلات الإنتاج الحيوية للصناعة والزراعة، وإعادة تشغيل أنشطة الصيد، وتوفير الوقود والكهرباء اللازمة لاستعادة الإنتاج.
كما طالب المشاركون بضرورة إيجاد آلية واضحة ومحددة لإدخال شاحنات القطاع الخاص، بما يضمن المتابعة والرقابة، إلى جانب إعادة تأهيل البنية التحتية للمصانع والشركات، وإدخال أنظمة الطاقة الشمسية كحل بديل للطاقة، وإطلاق برامج إنعاش اقتصادي عاجلة لدعم العمال وأصحاب الأعمال، من خلال صناديق تمويل تساعدهم على استعادة نشاطهم الاقتصادي.
وأكد
المشاركون أن القطاع الخاص يمثل المشغل الأكبر للعمالة في غزة، وهو بحاجة ماسة إلى
دعم فوري وسريع، مشيرين إلى أن استمرار الحصار لأكثر من 18 عامًا، ثم الحرب
الأخيرة، واستمرار إغلاق المعابر بالكامل، وتعطيل الحركة التجارية والصناعية
والزراعية، دفع العديد من الشركات إلى الإغلاق التام بسبب عجزها عن توفير نفقات
التشغيل.
ودعا المشاركون إلى إطلاق نداء استغاثة دولي
لتفعيل برامج التشغيل مقابل الغذاء، كإجراء عاجل يخفف من أزمة البطالة والفقر
المتفاقمة في القطاع.
من جانبه، أكد فرانك هجمان على أهمية المداخلات التي قدمتها الغرف التجارية، مشيراً إلى أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في غزة بلغت مستويات حرجة نتيجة الحرب والحصار المشدد. وأوضح أن جميع الملاحظات والمطالبات التي طُرحت خلال الاجتماع سيتم تضمينها في التقرير السنوي لمنظمة العمل الدولية، ورفعه إلى المدير العام للمنظمة، ليتم مناقشته خلال مؤتمر العمل الدولي القادم.
وأشاد هجمان بإرادة غزة الصلبة ورغبتها في النهوض رغم الدمار الهائل وانعدام الموارد، مؤكداً أن التجارب الغزية تعكس إصرار السكان على الحياة رغم كل التحديات.
يأتي
هذا الاجتماع في وقت يشهد فيه قطاع غزة أزمة اقتصادية غير مسبوقة، حيث تزداد
الحاجة إلى تحرك دولي عاجل لإنقاذ القطاع الخاص، وإعادة تشغيل القطاعات الإنتاجية،
وفتح المعابر، وإيجاد حلول مستدامة تعيد عجلة الاقتصاد إلى الدوران، وتوفر فرص عمل
للآلاف من العمال العاطلين عن العمل.