غزة هاشم, مهد التاريخ وحاضرة الأديان

الرئيسية المعالم السياحية

غزة هاشم, مهد التاريخ وحاضرة الأديان


منذ مبتدأ التاريخ ومفتتح الأيام ومنطلق السير البشري نحو الحضارة كانت غزة خبر عِزة وعنوان مجد، وقد التقطت هذه المدينة -المطلة على البحر الأبيض المتوسط- أنفاس الحياة عذبة طرية هادئة كالنسيم تارة، أو هادرة كأمواج المحيط، فتعددت أسماؤها وتقاربت بين اللغات والثقافات، فعرَفها الكنعانيون باسم "هازاتو"، وذكرها الفراعنة، ومرّ بها الإسكندر المقدوني، وسار فيها الفاتحون عبر العصور.

غزة، المدينة التي لم تنكسر رغم تعاقب الغزاة والحصارات، كانت وما زالت حاضنةً للتاريخ ومعبَراً للتجارة، ومنبراً للعلم والثقافة. امتزج في ترابها عبق الحضارات القديمة من الفينيقيين إلى البيزنطيين، ومن الأمويين إلى العثمانيين، فظلت حيةً نابضة، تنفض عن كاهلها غبار العدوان، وتنهض من جديد أكثر إشراقاً وصلابة.

وفي حاضرها، كما ماضيها، لم تنفصل غزة عن دورها المركزي في تشكيل الوعي الجمعي الفلسطيني، ولا تزال ترمز إلى الإرادة الحرة، والكرامة المستحقة، والصمود المستمر في وجه المحن والشدائد. إنها غزة القلب النابض، والرمز المتجدد لكل حكايات البطولة والأمل.