يُعد ميناء غزة أحد أقدم وأهم الموانئ في فلسطين، بل وفي المنطقة بأسرها، إذ يمتد تاريخه إلى آلاف السنين، حيث كان معبراً حيوياً للتجارة والحضارات المتعاقبة، ونافذة غزة الكبرى على البحر الأبيض المتوسط. من خلاله، كانت القوافل البحرية تصل وتغادر، حاملةً البضائع والتوابل والمعارف، وشاهدةً على حيوية المدينة وازدهارها. لم يكن الميناء مجرد مرفأ للسفن، بل كان رمزاً للتواصل والانفتاح، ومتنفساً اقتصادياً واجتماعياً لسكان غزة. وعلى الرغم من الحصار والتدمير المتكرر، ظل الميناء صامداً، يحتفظ برائحة التاريخ وأمل المستقبل، منتظراً أن يستعيد دوره الطبيعي كمركز تجاري وثقافي يربط فلسطين بالعالم.